قيس سعيد لم يتحصل على أعلى نسبة انتخاب لرئيس في تاريخ تونس
حجم خط المقالة
فاز سعيّد بـ 90.69 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية 2024 (Getty)
قال المحلل السياسي، باسل ترجمان، إن الرئيس قيس سعيد تحصل على أعلى نسبة انتخاب في تاريخ تونس. وأضاف خلال مداخلة له في برنامج "ضيف الانترفيو" الذي بثته الإذاعة الوطنية التونسية (عمومية) في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري أن "هناك أطرافًا داخل تونس فهمت الدرس لأن 2.5 مليون مواطن هي أعلى نسبة انتخاب لرئيس في تاريخ تونس في الدور الأول، ولو هناك دور ثاني لتحصل على خمسة ملاين صوت".
ويأتي ذلك في إطار حديثه عن التهدئة السياسية في البلاد، بعد إعلان هيئة الانتخابات عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها الرئيس قيس سعيد بولاية ثانية بأغلبية مطلقة، حيث تحصل على 2.438.954 صوت بنسبة 90.69 في المئة.
مداخلة باسل ترجمان في الدقيقة 16/الإذاعة الوطنية التونسية
بالتحقق من الادعاء وجد “مسبار” أنّه مضلل، إذ إن أعلى نسبة انتخاب لرئيس في تاريخ تونس وفي الدور الأول، كان قد سجلها الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، عام 1999 وليس قيس سعيّد.
نسبة أصوات قياسية لبن علي خلال الاستحقاقات الرئاسية
في عام 1999، أعيد انتخاب بن علي لولاية ثالثة، من الدور الأول، بنسبة 99.44 في المئة من الأصوات، بعدد أصوات بلغ 3.269.000 صوت، من مجموع 3.287.000 صوت.
واعتبرت انتخابات 1999 أول انتخابات “تعددية” (بوجود منافسين) في البلاد، بعد 12 عامًا على تقلده للمنصب، عقب إطاحته بالرئيس الأول للجمهورية التونسية، الحبيب بورقيبة.
وفي الانتخابات التي أجريت في 24 أكتوبر سنة 2004، تحصل بن علي على 94.49 في المئة من أصوات الناخبين.
تحصل بن علي على 94 في المئة من الأصوات في انتخابات الرئاسة لعام 2004 مقابل 99 في المئة عام 1999
وحاز، حينها، على الأغلبية المطلقة من الأصوات في الدور الأول بـ 4.203.897 صوت من جملة 4.449.158 صوت، فيما تحصل منافسه محمد بوشيحة على 2167.986 صوت وأما محمد علي الحلواني فحصل على 42.211 صوت وكان لمحمد منير الباجي 35.064 صوت.
وانتقدت الأحزاب المعارضة نتائج الانتخابات، معتبرين أنّها محسومة مسبقًا، خاصة بعد قيام بن علي بتعديل دستوري سنة 2002 عرضه على الاستفتاء، يلغي شرط عدم تجاوز ثلاث فترات رئاسية، ليتاح له بذلك الترشح لعهدة رابعة.
وفي الانتخابات الرئاسية التي انتظمت سنة 2009، فاز زين العابدين بن علي، بالرئاسة، بعد انتخابه من قبل 4.238.711 ناخب أي بنسبة 89.62 في المئة من الأصوات.
فاز بن علي بالرئاسة التونسية عام 2009 من الدور الأول بنسبة تتجاوز 89 في المئة
وقد كانت هذه النسبة محل انتقاد من المعارضة، وكذلك من المنظمات الدولية، على غرار "هيومن رايتس ووتش" التي قالت إنّ بن علي رفع شعار توفير كل ضمانات الشفافية والنزاهة للانتخابات، لكن القوانين المصممة على المقاس منعت مرشحين من بعض أقوى أحزاب المعارضة من خوض الانتخابات. كما أن القيود المشددة على حرية التعبير وحرية الصحافة والتجمع، حرمت المنافسين من الدفاع عن قضاياهم أمام الجمهور.
بورقيبة أول رئيس لتونس: نسب قياسية دون منافسين
جدير بالذكر أن أول رئيس للجمهورية التونسية هو الحبيب بورقيبة، نُصب سنة 1957 من قبل المجلس القومي التأسيسي، ثم انتخب رئيسًا سنة 1959 وهي أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد. وظل الحبيب بورقيبة هو المرشح الوحيد طيلة ثلاثة استحقاقات انتخابية رئاسية، فاز فيها بنسب قياسية، بلغت 96.43 في المئة عام 1964 و99.16 في المئة عام 1969.
وفي الاستحقاق الانتخابي لسنة 1974، فاز بنسبة 99.85 في المئة، ونصب نفسه رئيسًا لتونس مدى الحياة. وفي 7 نوفمبر 1987، أعلن زين العابدين بن علي نفسه رئيسًا للجمهورية وفي عامي 1989 و1994 كان بن علي بدوره المرشح الوحيد للرئاسية ولم تعرف تونس تعددية إلا سنة 1999 لكنها وصفت بـ"الصورية"، إذ ترشح فيها أشخاص ينتمون إلى أحزاب ممثلة في البرلمان آنذاك.
وبعد اندلاع الثورة في تونس والإطاحة بحكم بن علي، شغل فؤاد المبزع، رئيس مجلس النواب، وقتها، منصب رئيس الجمهورية مؤقتًا، حتى ديسمبر 2011، تاريخ انتخاب منصف المرزوقي كرئيس، بأغلبية الأصوات في جلسة عامة بالمجلس الوطني التأسيسي، والذي امتدت عهدته من 2011 حتى عام 2014.
وفي أول انتخابات رئاسية جرت بعد الثورة عام 2014، تم انتخاب الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، رئيسًا للبلاد من الدور الثاني، حيث تحصل على مليون و731 و529 صوتًا، مقابل مليون و378 و513 صوتًا لمنافسه المنصف المرزوقي.
وبعد وفاة السبسي، شغل رئيس مجلس النواب، حينها، محمد الناصر منصب رئيس للجمهورية، حتى إجراء الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها.
وفي عام 2019، انتخب قيس سعيد رئيسًا للجمهورية ب2 مليون و777 و931 صوتًا من الدور الثاني مقابل مليون و042 و894 صوتًا لمنافسه نبيل القروي.
إرسال تعليق